لا توجد اليوم في العالم بطارية لهاتف محمول أو لحاسوب محمول صغير الحجم، لا تحمل بصمات العالم المغربي البروفيسور رشيد يزمي، المقيم حاليا في سنغافورة، فلولا اختراعه لكانت الهواتف المحمولة، على سبيل المثال، لا تزال ثقيلة في الوزن، وكبيرة في الحجم.
في البداية سنعرض لك صديقي القارئ نبذة عن المهندس و العالم المغربي البروفيسور رشيد اليزمي :
رشيد اليزمي : مهندس وعالم مغربي فرنسي، ولد في المغرب بمدينة فاس، وهو عالم متخصص في مجال علم المواد. مكّنت أعماله المرتبطة بتطوير مصعد الغرافيت من جعل بطاريات أيون الليثيوم، قابلة للشحن.
فاز سنة 2014، بجائزة تشارلز درابر التي تمنحها الأكاديمية الوطنية للهندسة في واشنطن، عن أعماله في مجال تطوير البطاريات، و التي أحدثت طفرة في مجال الإلكترونيات المحمولة، كما فاز بميدالية جمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE) عام 2012، وحصل على وسام جوقة الشرف في فرنسا، والوسام الملكي من ملك المغرب عام 2014، وأختير كعضو شرفي في أكاديمية الملك الحسن الثاني للعلوم والتكنولوجيا. في 2019 تم إعطاء جائزة نوبل لثلاثة باحثين شاركوا مع اليزمي في تطوير بطاريات أيون الليثيوم، بينما تم إقصاء اليزمي من الحصول على الجائزة بسبب قواعد الحصول على الجائزة والتي لا تسمح بمنحها لأكثر من ثلاثة أشخاص.
تلقى رشيد اليزمي تعليمه الثانوي في ثانويتيّ مولاي رشيد ومولاي إدريس بفاس، حيث نال شهادة الباكالوريا، شعبة العلوم الرياضية، سنة 1971. كانت بداياته الجامعية بالمغرب في جامعة محمد الخامس بالرباط، التي لم يمكث فيها إلا سنة واحدة قبل أن يلتحق بسلك الأقسام التحضيرية لكبرى مدارس الهندسة و التي مكنته من ولوج معهد غرونوبل للتكنولوجيا بفرنسا، سنة 1978. بعد ذلك، أنجز اليزمي أطروحة الدكتوراه، في مختبر تابع للمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، في علم المواد، حول دمج الليثيوم بالغرافيت، عبر استعمال تقنية التحليل الكهربائي للأجسام الصلبة، عوض السائلة الّتي كانت هي السّائدة. مما شكل قاعدة مهمة لأعماله اللاحقة التي مكنت من تطوير بطاريات اللليثيوم لتكون قابلة للشحن.
في 1998، ارتقى اليزمي في المركز الوطني للبحث العلمي الفرنسي إلى مدير للأبحاث. بالموازاة مع ذلك، اشتغل أيضا كأستاذ زائر بجامعات كيوطو (1988-1990) وكاليفورنيا للتكنولوجيا (2000-2010) وجامعة نانيانغ في سنغافورة (منذ 2010).
في 2007، أنشأ اليزمي CFX Battery وهي شركة ناشئة في كاليفورنيا متخصصة في تطوير وتسويق براءات اختراعاته، خصوصا، تلك المتعلقة بمجال بطاريات أيون الفليور.
في 2014 ، فاز رفقة الباحثين جون كودناف ويوشيو نيشي وأكيرا يوشينو بجائزة درابر التي تمنحها الأكاديمية الأمريكية للهندسة بواشنطن، اعترافا لهم بأعمالهم ودورهم الكبير في تطوير بطارية الليثيوم أيون المستعملة بشكل واسع، عبر العالم، في ملايين الأجهزة الإلكترونية كالهواتف والحواسيب المحمولة وأجهزة التصوير والسماعات الطبية.
في مارس 2016، تم توشيح رشيد اليزمي من طرف جائزة ماريوس لافيت للمُهندسين المُخترعين، باريس، فرنسا (the Marius Lavet Prize of Inventing-Engineers, Paris, France).
مواصلة البحث العلمي
أكد اليزمي أنه يواصل أبحاثه العلمية
في نفس الاختصاص المرتبط بالبطاريات تحت إشراف المعهد الوطني للأبحاث العلمية
بمدينة غرونبل الفرنسية، لافتا إلى أن كل أبحاثه تدعم من فرنسا، وليس للمغرب بلده
الأصلي أي مساهمة فيها.
ويرأس اليزمي فريقا من الباحثين
يتكون من جنسيات مختلفة، ويوجد في سنغافورة في إطار عمله كأستاذ زائر وباحث علمي،
ولفت إلى أن هذا البلد الصغير الذي يهتم كثيرا بالبحث العلمي، استقبله بحفاوة
كبيرة، وعلق على ذلك بلهجة مغربية ضاحكا: "إن مدة الضيافة لا تتجاوز ثلاثة أيام
إلا أنني لا أزال ضيفا هنا منذ خمس سنوات".
ويقوم اليزمي بزيارات كثيرة لمختلف
دول العالم في إطار أبحاثه العلمية وعمله كمحاضر. وإضافة إلى سنغافورة، وفرنسا،
يحاضر اليزمي في اليابان والولايات المتحدة التي أقام فيها عشر سنوات.
وبخصوص مشاريعه المستقبلية، قال اليزمي إنه يواصل بحثه في اختصاصه المتعلق بالبطاريات، معلقا بضحكة لم تفارقه طيلة حوارنا، "الباحث كالشجرة تبقى دائما نفسها"، ولفت إلى أن له مشاريع في المغرب علمية وصناعية .
البحث العلمي في العالم العربي
ينظر اليزمي بنوع من التفاؤل للبحث
العلمي في الدول العربية، لكنه يلفت إلى أن الموضوع لا يدخل ضمن الاهتمامات الكبرى
للمسؤولين الحكوميين في هذه البلدان ومن بينها بلاده المغرب. ويقترح زيادة ميزانية
البحث في هذه الدول 10 بالمئة سنويا.
ولم يبد اليزمي ارتياحه من وضع
الباحثين العلميين في المغرب، مؤكدا "وجود كفاءات علمية إلا أنه لا تتوافر
لها إمكانية العمل"، كما ألمح إلى ضرورة تكثيف "إعداد الباحثين
وتحسينه"، وشدد على مسألة الوقت في التعاطي مع المشاريع العلمية والصناعية
والتعلم وضرورة الالتزام به في هذه البلاد، معتبرا أن "للوقت قيمة ثمينة لا
ندركها بعد".
وكان اليزمي حظي بوسام الكفاءة
الفكرية من قبل العاهل المغربي في 2014 بمناسبة عيد العرش.
واليزمي من مواليد مدينة فاس، حصل
على شهادة البكالوريا بثانوية مولاي إدريس بنفس المدينة في 1971 قبل أن ينتقل إلى
الرباط للدراسة في كلية العلوم التي قضى بها عاما واحدا، وانتقل بعدها إلى مدينة
روان الفرنسية بمنطقة نورمانديا (شمال غرب) لدراسة الرياضيات.
والتحق اليزمي بمدرسة المهندسين في غرونبل في 1975 لدراسة "الإلكترونيك الكيميائي"، ليتخرج بعد ثلاث سنوات مهندسا. وحصل على الدكتوراه في 1985 وكان موضوع أطروحته بطاريات الليثيوم .
بقلم :
موقع www.JRDPRO.com
المصادر :